ظهور صديق قديم
كم أنا سعيد بلقائك يا صديقي, إنه لشرف رؤيتك اليوم.. نعم أنت لاتذكرني ولكنني أذكرك جيدا, كيف لي أن أنسى رجلا شهما مثلك, يالها من ذكريات تتجسد في شريط يمر امام ناظري الآن, تماما كما لو أني أعيش تلك الذكريات الجميلة اليوم, قبل ثمان سنوات التقينا ولكم مر طيفك في مخيلتي يذكرني بك يوما بعد يوم كي لا أنساك ولا أنسى ملام وجهك النبيلة.
إن ما يميز لقائنا ياصديقي هو اندثار الوفاء في أيامنا هذه, أصبح نادرا وذلك ما يضفي عليه جمالية مابعدها جمالية, أتذكر أول يوم التقينا فيه ؟ عندما منحني والدي شرف معرفتي بك وأخبرك عن مدى طلاقتي في الحديث بالرغم من صغر سني فقد نشأت على ذلك برفقة عائلتي ولم أحمل اسم عائلتي عن غير استحقاق في الأخير.
إن هذا العالم صغير حقا, أن نجتمع من جديد .. يالها من مناسبة عظيمة تتجلى في يوم كهذا, يوم مبارك بحق, جمعة مباركة بذكر الله اكتملت بلقاء أحد أروع خلق الله في زمننا هذا, صديقي؟ إنك بالفعل معلم لي وأنت من منحني شرف صداقتك ورفقتك كي أتعلم منك مالا يتعلمه التلميذ من معلمه أحيانا, إنك صديق قديم للعائلة ومعلم لي, كنت ولازلت مثالا أحتذي به في مجال ما.
الإبداع والإبتكار, حديث هذه الأيام, لقد أدركته فيك معلمي منذ صغري, وهممت ساعيا نحو هدفي واثق الخطى, واضع نصب عيني رؤية تجلت بالنجاح, النجاح فحسب كيفما كان, مهندسا كنت أم طبيبا, عالما صرت أم فقيها, فالبشرية بحاجة إلى الجميع, لكي ننهض بهذه البشرية, بالفعل يامعلمي اكتشفت جانبا من جوانبي ولم أعلم حتى يومنا هذا أنه بالفعل كان ” أحد ” الجوانب التي التمسها بديع فكركم ورجاحة عقلكم .
معلمي, أنا سعيد جدا بلقائك من جديد, إن الذي جمعنا في هذا اليوم المبارك هو من بيده حبل رابطتنا العتيقة, واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا, معلمي, هلا علمتني أشياء أخرى ؟ فقد أقسمت أن أكون طالبا طوال حياتي, فأنا لا أرغب بالتخلي عن هذه الأجنحة التي أحلق بها عادة.