26 يناير

خاطرة إجتماعية: وسائل التباعد الإجتماعي

الكثير يظن أن وسائل التواصل الاجتماعي وجدت لتسد فجوة العزلة الاجتماعية التي يعاني منها الكثيرون الآن إلا أنهم لا يعلمون أن تلك الوسائل أحد أسباب العزلة والتباعد الاجتماعي وذلك لأن الجميع يسعى إليها تاركاً اللقاءات العائلية خلفه ويكتفي بالتواصل في «قروب» واتساب أو فيسبوك، أي أنها بالنسبة له غاية لا «وسيلة» كما يفترض أن تكون.

وسائل التواصل هي جاءت لتعزز مفهوم التواصل الإنساني، لا لتكوينه، وليست للاستغناء عن التواصل الإنساني الأساسي بالحوار والمجالسة والمخاطبة، فهي وسائل للمشاركة والربط وإيصال الرأي والفكر إلى العالم أجمع بشتى الطرق.

والحديث عن تعزيز التواصل الإنساني يعني أنه لا بد من وجود أساس مبدئي في التواصل؛ أي إما أن يكون هنالك محتوى لطرحه كالأمور العلمية والمحتويات الأدبية.. والحلقات النقاشية وما إلى ذلك، أو أن تكون هنالك اجتماعات ولقاءات على أرض الواقع وتأتي وسائل التواصل لمشاركتها مع الآخرين ولمتابعة حديث سابق في تلك الأماكن أو نقاش جرى ويرغب الآخرون باستكماله علناً، هكذا تعمل وسائل التواصل الاجتماعي.

الكثيرون كونوا صداقات عبر تلك الوسائل، إلا أن اللقاء على أرض الواقع يختلف بشكل كبير جداً .. فعبر تلك الوسائل أنت لا ترى إلا فكراً وشكلاً، لا ترى أحاسيس ولا جوهراً فلا تحزن إن خاب مسعاك وخابت تصوراتك عن الشخص الذي تمنيت لقاءه وأنت لم تعرفه إلا من خلال صور وكتابات .. فكيف لك أن تعرف ماهيته دون لقائه؟ اجعل لقاءك على أرض الواقع وتابع حديثك على وسائل التواصل .. لا العكس.

 

نشرت على : الرؤية

اترك رد