06 ديسمبر

اختراق أوبر الصاعق.. خصوصية الفرد تبدأ من نفسه

في حادثة ليست هي الأولى تتكتم فيها كبرى الشركات عن خروقات أمنية تحدث فيها تداركا لسمعتها وخشية خسارة عملاءها لا تلقي بالا لخسارتهم على صعيدهم الشخصي، وإنما لمصالحها الربحية، في ضوء انعدام المصداقية والشفافية تاركة وراءها مخلفات بيانات أصحابها في خطر مدقع عوض تنبيههم وأخذ تدابير احترازية تقي الفرد مساوئ انتهاك البيانات، مضة سنة على هذا الخرق الأمني الذي حصل في نوفمبر 2016م والذي ذهب ضحيته سبعة وخمسون مليون مستخدم (ركاب) وحوالي الستمائة ألف سائق بتفاصيلهم الشخصية ورخص قيادتهم.

قامت أوبر بدفع مبلغ وقدره 100,000 دولار أي ما يعادل 376,000 درهم تقريبا لإخراس أفواه المخترقين الذين حصر عددهم باثنين وفق تقرير نشرته صحيفة بلومبيرج.

 

هل يؤتمن المخترقون والمبتزون الإلكترونيون؟

لا يمكن أبدا الثقة في هؤلاء المخترقين فلو كانوا أهلا للثقة منذ البداية لقاموا بالتبليغ عن الخرق الأمني عوض استغلاله، ولا يمكن الجزم بأن المخترقين لن يستغلوا هذهِ البيانات بعد تلقيهم مبلغا زهيدا كهذا والذي بإمكانهم جني أضعاف أضعافه ببيع هذه البيانات في أماكنها المتعارف عليها تداولا وبيعا وقرصنة.

مالتصرف المفترض من قبل الشركة الأم؟

من المفترض أن يتم التعاون مع السلطات المعنية وتبليغهم بالاختراق ليتم التوصل إليهم بطريقة أو بأخرى، ولنفترض أن وراء ذلك مخاوف اقتصادية أقل ما يمكنهم فعله هو تبليغ مستخدميهم مباشرة عن هذا الخرق ومدى البيانات المسربة لكي يأخذ أصحابها ذلك في الحسبان، فلطالما تم اختراق كبرى الجهات، كباي بال، هوتميل (اوتلوك حاليا)، ياهو وغيرها وتم تداركه باستعادة كلمات مرور جميع المستخدمين كأحد الحلول التي تم العمل بها.

مالذي يمكن فعله بهذه البيانات؟

ستعم الفوضى إلكترونيا على صعيد هذه البيانات باستغلالها بمختلف الطرق كتقمص الشخصية وإرسال رسائل عشوائية ودعائية واستهدافها للاختراق والنصب والاحتيال وكذلك هو حال أي بيانات يتم تسريبها، على صعيد الأفراد يفضل تغيير كلمات مرورهم إن كانت متشابهة مع ” أوبر ” وعدم استخدام كلمة مرور متشابهة لأكثر من برنامج وتجاهل الرسائل العشوائية.

خصوصية الفرد تبدأ من نفسه

إن التاريخ دائما ما يكرر نفسه، ولعلنا أدركنا شيئا واحدا في صعيد أمن المعلومات والحياة الشخصية عموما، أنه إن لم تحم نفسك وتكن مدركا لما حولك من مخاطر فلا تنتظر من يحميك أو يحتفظ ببياناتك.. فإن كنت تشارك عزيزي القارئ تفاصيل يومك بحذافيرها ولا تبالي أين يضع هاتفك قدمه في مختلف المواقع الإلكترونية هنا وهناك وترحب بكل من هب ودب للتواصل معك على ” الخاص” في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، فلا تنتظر جهة أو شركة لتأتمن بياناتك الشخصية إن لم تكن أنت صاحبها بحد ذاتك أمينا عليها.

 

خطوات ننصح بها:

 

– استخدام بريد إلكتروني للعمل وآخر للأمور الشخصية وآخر لمواقع الشراء الإلكترونية والتي ترسل كثيرا من العروض والإعلانات أو إلغاء الاشتراك من هذه العروض والإعلانات في البريد الشخصي

– استخدام كلمة مرور مختلفة من برنامج لآخر وعدم تشابه كلمات المرور ففي حال اختراق حساب تويتر مثلا لن يتمكن المخترق من اختراق حسابك في انستجرام وعدم مشاركتها مع أي كان

– ربط حسابات وسائل التواصل وبريدك الإلكتروني برقم هاتفك وتفعيل التأكد بخطوتين لتصلك رسالة عند تسجيل دخولك

 

الجدير بالذكر أنه ما بين كتابة هذا المقال ونشره أيام .. وخلال هذه الأيام تمت اختراقات كثيرة جراء تسريب بيانات أوبر حيث تم استخدامها في سرقة باي بال وغيرها.

 

اترك رد