وجاء ثانياً من بين تلك الصعوبات بنسبة (24.8%) تحقيق التوازن بين العمل عن بُعد في المنزل مع متابعة دراسة الأبناء خلال حصصهم في التعليم عن بُعد، وثالثاً الخوف من مراجعة المراكز الصحية بشكل مستمر وخصوصاً لأصحاب الأمراض المزمنة وكبار المواطنين بنسبة (22.7%)، وأخيراً أكد مستطلعون (9.8%) أن من أبرز التحديات التي واجهتهم هي تأخر وصول المشتريات المطلوبة عبر المنصات الإلكترونية.
وحول أهم الإجراءات التي اتخذتها الإمارات للحد من تفشي «كورونا»، أكد مستطلعون بنسبة 13.7% أن تطبيق التعليم والعمل عن بُعد ساهم بشكل كبير جداً في الحد من العدوى، فيما اعتبر مستطلعون بلغت نسبتهم (8.2%) أن تعليق رحلات الطيران كان الإجراء الأهم، حسب وجهة نظرهم، كإجراء فوري واحترازي، بينما ذكر (8.1%) أن برنامج التعقيم الوطني أدى دوراً كبيراً في هذا المجال، ولكن الأكثرية من المستطلعين (70%) جزموا بأن جميع الإجراءات المذكورة سابقاً ساهمت مع بعضها البعض في جعل الإمارات نموذجاً عالمياً في سرعة التصدي لـ«كورونا» وقدرتها على التعامل مع الأزمات بشكل عام.
وعن أبرز الخطوات التي اتخذوها لحماية أنفسهم وأسرهم من عدوى «كوفيد-19» المستجد، أكد ما نسبتهم 65.9% أن البقاء في المنزل كان من أهم الإجراءات المطبقة للحماية الشخصية، أما الخطوة الثانية التي حققت تأييداً بنسبة 18.7% فهي ارتداء الكمامات والقفازات، ومن ثم الاهتمام بالنظافة الشخصية (10.4%)، وأخيراً التوقف عن طلب الوجبات السريعة من المطاعم والتي أكد عليها ما نسبتهم 5% فقط.
وقيّم المستطلعون أيضاً تجربة التعليم والعمل عن بُعد، موضحين أنها أثبتت نجاحاً وتأييداً من قبل كافة أفراد المجتمع، ولكن هناك تحديات واجهت كلا النظامَين ويجب الوقوف عليها لإيجاد الحلول اللازمة وتنظيمها بشكل أفضل.
برنامج التعقيم الوطني
وذكرت نعيمة حمد (مشاركة في الاستطلاع) أن أفضل إجراء اتخذته الحكومة للحد من انتشار فيروس «كورونا» هو تقييد الحركة أثناء ساعات التعقيم الوطني التي ألزمت المواطنين والمقيمين بالبقاء في بيوتهم تجنباً للتجمعات التي تؤدي لاحتمالية الإصابة بفيروس كورونا المستجد، مشيرة إلى أنه من أبرز الخطوات التي اتخذتها لحماية نفسها وأسرتها من الإصابة بـ«كورونا» كانت بتطبيق الإجراءات الاحترازية في المنزل والمتمثلة في التنظيف والتعقيم المستمر للأرضيات والأسطح والملابس والغرف، والتوقف عن طلب الوجبات الغذائية من المطاعم، واستبدالها بوجبات منزلية صحية ترفع مستوى مناعة الجسم ضد الإصابة بالأمراض المعدية.
وحدَّدت الصعوبات التي واجهتها خلال الظروف الراهنة في عدم تأقلم الأطفال على الجلسة في المنزل، وأيضاً عدم القدرة على مراجعة العيادات والمستشفيات بسهولة وبأي وقت كالسابق لا سيَّما في حال تعرض أحد أفراد الأسرة لطارئ صحي.
ورأت أن تجربة التعليم عن بُعد نجحت لوجود استعداد فكري وتهيئة نفسية لدى الطالب وكذلك ولي الأمر لاستقبال المعلومات المتعلقة بالمناهج الدراسية أثناء شرح المعلمين، ما رفع مستوى التحصيل العلمي نتيجة الرقابة المباشرة من الآباء على أبنائهم أثناء شرح الدروس.
وأضافت: «أما بخصوص العمل عن بُعد، فأثبت نجاحه أيضاً عبر الإنصاف بين الموظفين ومعرفة مستوى الأداء المهني لكل موظف ما يحقق التقدير المستحق لأصحاب الكفاءات» مشيرة إلى أن الاستمرار الجزئي للعمل عن بُعد سيحقق التطور الوظيفي وزيادة الإنتاج لبعض المؤسسات.
وأشارت إلى تأخر توصيل المواد الغذائية والخضروات التي تطلب من بعض الجمعيات التعاونية والمتاجر، بينما تصل الملابس والوجبات الغذائية في مدة زمنية مناسبة.
ضوابط للتعليم عن بُعد
وقال محمد علوان: منذ اكتشاف أول إصابة بالفيروس تولت الحكومة زمام المبادرة، من خلال وضع الجمهور في الصورة معلوماتياً وتوعوياً بشكل يومي عبر تحديثات مستمرة لمستجدات حالة الفيروس في الدولة، والإصابات والوفيات وحالات الشفاء، وسبل الوقاية، من خلال عقد الإحاطات الإعلامية بحضور مسؤولين ومتحدثين رسميين في كافة القطاعات ذات العلاقة.
وذكر أن تجربة التعليم عن بُعد ناجحة ولكن تحتاج إلى ضوابط مثل تأهيل الكادر التعليمي على وسائط التكنولوجيا، حيث أثبتت التجربة العملية، أن الطلاب يفوقون معلميهم تقنياً.
وحول تطبيق العمل عن بُعد أكَّد أنها نجحت خلال الفترة الماضية كونها اختصرت التكنولوجيا الجغرافيا، ولكن كان من أبرز التحديات فكرة عدم الشعور بأن للدوام ساعات محددة، وفي الوقت ذاته شعور البعض بأنه طالما موجود في منزله فهو مجاز وليس في العمل.
وأضاف «فيما يخص خدمة التوصيل للمنازل، فكانت جيدة لا سيَّما فيما يتعلق بالمطاعم ذات العلامات العالمية، لكن كان هناك بعض التأخير في توقيت التوصيل، وهو أمر يفترض أن يكون محل تفهم من المستهلكين نظراً للظروف الاستثنائية».
الفحوصات الطبية
ورأت موزة غانم أن أفضل إجراء اتُّخذ من قبل الحكومة هو إجراء الفحوصات لأكبر شريحة ممكنه من السكان وكذلك إغلاق المدارس والمراكز التجارية والدوائر الحكومية، أما بالنسبة للحماية الشخصية من العدوى فقالت: «التزمت بعدم الخروج من المنزل إلا للضرورة القصوى، في حين كانت أبرز الصعوبات التي واجهتها هي كمية الأخبار غير المطمئنة عن الوباء التي تصلنا من وسائل أخبار عالمية».
وأكَّدت أن نجاح التعليم عن بُعد تمثل في استيعاب الطلبة للدروس وتركيزهم أثناء شرح المعلمين، وارتفاع مستوى التحصيل العلمي لديهم، وهذا الأمر انطبق على تجربة العمل عن بٌعد التي حققت نجاحاً من حيث مستوى الإنتاجية في ظل الاستقرار النفسي للموظف وهو يعمل في منزله وبين أفراد أسرته، وخفضت من ازدحام المركبات في الشوارع.
تجربة مفاجئة
وقال حميد درويش أن قرار تقييد الحركة أثناء ساعات التعقيم الوطني يعد أفضل إجراء تم تطبيقه للحد من انتشار الوباء، وبالنسبة لي طبقت التباعد الاجتماعي، ولم أواجه أي صعوبات في سبيل ذلك سوى التغيير الذي طرأ في نمط حياتي اليومية.
وأضاف: «فيما يتعلق بتجربة التعليم عن بُعد فكانت غير ناجحة كون تنفيذها كان مفاجئاً دون أي خطوات تمهيدية لأولياء الأمور، ما أشعرهم بأنه عبء عليهم لا سيَّما فيما يتعلق بكثرة الواجبات اليومية التي فاقت طاقتهم، بخلاف تجربة العمل عن بُعد التي كانت ناجحة بكل المقاييس، لكنها تحتاج لضوابط أكثر لتقديم الأفضل».
إغلاق الشواطئ
وأفاد ناصر الطنيجي، بأن أفضل إجراء اتُّخذ هو إغلاق الشواطئ باعتباره أكثر أماكن التجمعات التي تزيد من احتمالية عدوى الوباء، أما السلوك الآمن لتجنب الإصابة فهو البقاء في البيت مع الأسرة والحرص على إعداد الطعام بالمنزل والامتناع التام عن طلب الوجبات الغذائية من المطاعم.
ولفت إلى أن تجربة التعليم عن بُعد لم تحقق المأمول منها، نظراً لعدم الاستعداد المسبق لها فجاء التواصل غير مجدٍ وتالياً التحصيل العلمي كان دون المستوى مقارنة بالتعليم النظامي بالمدارس، أما العمل عند بُعد فكان ناجحاً جزئياً في الوظائف التقنية التي تعتمد تقديم الخدمات فيها على التكنولوجيا، وكذلك الحال بالنسبة لخدمة التوصيل المنزلي الذي كان نجاحها يتمثل في سرعة تسليم الوجبات الغذائية من المطاعم، أما الملابس والأغراض الأخرى فكانت تتأخر وربما لا تصل على الرغم من الدفع الإلكتروني المسبق.
عدم لقاء الأقارب
وقال ثاني الظاهري إن أبرز الصعوبات التي واجهها هي عدم لقاء الأصدقاء والأقارب، مشيراً إلى أن أهمية الإجراءات التي اتخذتها الدولة وأبرزها الفحوص التي شملت المواطنين والمقيمين والزوار، إقامة مراكز الفحص الشاملة والمستشفيات الميدانية، ووقف حركة الطيران، وبدوري قرَّرت البقاء في البيت ووقف طلبات الطعام من خارج المنزل.
ولفت إلى أن تجربة التعليم عن بُعد ضرورة أوجدتها الظروف الطارئة، ولم تنجح بالقدر المطلوب منها، بخلاف نظام العمل عن بُعد الذي أثبت نجاحه عبر تحقيق انضباط الموظفين، ما يستدعي ضرورة استمراره مستقبلاً.
تأخر الطلبات
واعتبر أحمد البلوشي أن خدمات التوصيل لم تؤدِّ دورها بالشكل المطلوب خلال الأزمة بسبب ضغط الطلبات ما نتج عنه التأخير لأيام في تسليم السلع والبضائع وأحياناً الوجبات الغذائية.
وذكر أن التعقيم الوطني والتوعية بضرورة التباعد الاجتماعي وتطبيق التدابير الاحترازية من أفضل الإجراءات التي طبقتها الحكومة في التصدي لهذا الوباء، ما ألزمه بلبس الكمامات والقفازات والمداومة على غسل اليدين بالصابون واستخدام المعقمات، في حين كانت الصعوبات في تعامل الموظفين مع أسرهم بعد رجوعهم من العمل.
وتابع، نجحت عملية التعليم عن بُعد حتى وإن لم تحقق المأمول بنسبة كبيرة بدليل أن التعليم استمر حسب المنهج الدراسي المقرر، ما يشجع على استمرارية هذا النظام مستقبلاً في حال استدعت الظروف، أما نظام العمل عن بُعد فنجح في فئة الوظائف الروتينية، ووضع حداً لحركة ازدحام المركبات بالشوارع، مقترحاً استمرار هذا النظام في المعاملات التي تتطلب التقنيات الذكية لإنجازها.
حماية الأطفال
وقالت نبيهة سلطان الزعابي أن التعليم عن بُعد حد من انتشار الفيروس وساهم في الحفاظ على الثروة البشرية من ناحية سلام الأطفال والأساتذة، إلى جانب العاملين في القطاعات كافة، مضيفةً أن ذلك منع من تفشي الفيروس بشكل أكبر.
وأضافت أن كل إنسان مسؤول عن نفسه وعائلته، فالإرشادات موجودة ومتاحة للجميع، وتوصيل السلع الاستهلاكية بكافة أنواعها متوفر وبجودة عالية وبشكل يومي، ما يجعلها في متناول الأيدي دون الحاجة للخروج من المنازل، ناصحةً المجتمع بالتحلي بالصبر حتى تعود الحياة إلى طبيعتها.
من جانبه ذكر فارس الحمادي أن الاجراءات الاحترازية ساهمت بشكل كبير بنفس الأهمية في مكافحة تفشي فيروس كورونا من بدء تطبيق نظام التعليم والعمل عن بُعد وبرنامج التعقيم الوطني حتى تعليق رحلات الطيران من وإلى الدولة.
وأكد أن أهم الخطوات التي اتخذها لحماية نفسه وأسرته من كوفيد-19 هو البقاء في المنزل، على الرغم من مواجهته لصعوبات تتعلق بتحقيق التوازن بين العمل عن بُعد والاهتمام بتدريس الأبناء في المنزل.
واقترح الحمادي استمرارية تجربة التعليم عن بُعد مع مراعاة ظروف الأمهات والتنسيق بينهم وبين أعمالهم، مشيراً إلى ضرورة الالتزام بكافة الإجراءات الاحترازية في كافة الأوقات أثناء وبعد تفشي فيروس كورونا المستجد.
وذكر خالد الظاهري أن التدابير الاحرازية التي أُعلن عنها كانت مميزة وضرورية للحد من انتشار جائحة كورونا، ومنها تقليص الطلب من المطاعم وإعداد الوجبات في المنزل، مبيناً أن تجربة التعليم عن بُعد كانت مهمة وساهمت في حماية الأطفال من الاختلاط خاصة أثناء بدايات تفشي الفيروس.
وبيّن أن تطبيق العمل عن بُعد كان أمراً ضرورياً وأكد جدارة الموظفين بحسب رأيه وتميزهم وأثبت أنه من غير الضروري الحضور إلى المكاتب كل يوم.
إيقاف حركة الطيران
وأفادت زينب بدر، أن الالتزام بالتباعد الاجتماعي هو أساس التصدي لانتشار فيروس كورونا المستجد، إلى جانب إيقاف حركة الطيران التي كان لها الدور الكبير في هذا الخصوص، مشيرةً إلى ضرورة اتباع النصائح الإرشادية وأنها وأسرتها التزموا بشكل كامل بالبقاء في المنزل وعدم الاختلاط مع الآخرين.
ولفتت إلى أن أطفالها لم يغادروا المنزل منذ أكثر من 3 أشهر، حفاظاً على سلامتهم والتزاماً بالإجراءات الاحترازية المعتمدة في الدولة، مشيرةً إلى أنها قاطعت قدر الإمكان طلب الوجبات الجاهزة مع التأكيد على ارتداء القفازات والكمامة حين الخروج من المنزل للضرورة القصوى.
وثمَّنت بدر تجربة العمل عن بُعد في كافة القطاعات، وتحويل كافة الخدمات إلى إلكترونية الأمر الذي أتاحها بشكل سهل وسريع للجميع مثل تجديد رخصة السياقة وغيرها من المعاملات، خاصة أنه قُبيل أزمة كورونا كان البعض يتأخر في إنجاز معاملاته بسبب تضارب مواعيد عمله مع توقيت عمل مراكز الخدمة.
وذكرت أهم الصعوبات التي واجهتها أثناء فترة الالتزام بالتباعد الجسدي والبقاء في المنازل هو خوفها من التردد على أي مستشفى أو عيادة، نظراً للظروف الحالية إلى جانب التعليم عن بُعد للمراحل الأولى، خاصة مع حاجة الطفل لمتابعة مستمرة قبل وبعد الحصة الدراسية بسبب صعوبة تفاعل الأطفال في هذا السن مع المقاطع المسجلة وعدم انسجامهم أثناء الدراسة وعدم خبرة الأهل.