20 يونيو

مواطنون يؤثرون السلامة صيفاً بالبقاء في الدولة

الاستبشار بالخير

عبد النور سامي (مغربي): في الواقع كورونا قام بتغيير خططي كافة، بجميع أشكالها الشخصية والعملية، حتى إنني ضحكت لأنني اشتريت أجندة لعام 2020 هل يمكن أن أعيدها للمحل؟ ويعطيني 2021 أم 2022؟ لقد كنت أعمل عن بُعد منذ عام 2009 في خدمات الدعم الفني، وكذلك عالم المواقع فأنا نوعاً ما اعتدت على العمل عن بُعد، إلا أن تواجدي الميداني يعد ضرورياً كوني أصبحت مدرباً، أنا أقولها بكل صراحة.. العالم المهني في فوضى رقمية، لقد قضى على مجموعة كبيرة من الوظائف والقطاعات، وخلق أخرى، وفقط ذوو العقلية المتفتحة هم من استطاعوا المواكبة في ظل هذه الصدمة. وكما يُقال «جزى الشدائد كل خير عرفت بها عدوي من صديقي»، فإن هذه الأزمة أظهرت معنى الصديق الحقيقي، وكذلك الرائد الحقيقي وليس التاجر الجشع الذي لا يهمه سوى تحقيق الربح ولو بالخداع، والتدليس، والتزييف، ونرى ذلك في المنتجات الغذائية والصحية، وكذلك الدورات التدريبية الإلكترونية التي أصبحت تقام كل دقيقتين، وبين الدورة والدورة دورة، ولا فائدة ترجى منها.

صحيح أن الأحوط وجوباً هو التباعد، ولكن لو ظلت الحياة مغلقة هكذا، فإن الناس ستعدم وبعض الدول ستمحى، سوف تعود الحياة كرهاً لا طوعاً، فالحياة هي سيدة عظيمة قاهرة لا يقف في وجهها أي أحد، ولن تتوقف البشرية أبداً على الرغم من الوفيات، لا يمكننا ذلك.. يجب أن تستمر الحياة، بالتنازلات والتضحيات، فليحدث ما يحدث فلا شيء يقف أمام وجه الحياة.. ستستمر وإن تبقى القليل من البشر ليكملوا مسيرتها. يجب علينا الاستبشار بالخير ولكن أيضاً توقع الأسوأ.. فيشاع الآن أن موجة أخرى أشد فتكاً قادمة، لا نعلم ما هذا الأمر أهو خير أم فتنة لنا لتبلونا؟ ولكن جل ما يمكننا فعله هو الرجوع إلى الله، وهذه رسالة للجميع، لا شيء يدوم سوى وجه صاحب الجلالة جل علاه، فليراجع كل واحد منا نفسه فهذه الفرصة الأخيرة، أوشكت الأرض أن تضع أوزارها، وإن لم يعتبر الناس لهذا الأمر فلماذا سيعتبرون؟

 

المصدر : للقراءة كاملا – الخليج

اترك رد