12 مايو

ماهي ضوابط العمل عن بُعد؟.. خبراء تنمية وتقنية وقانون يجيبون

حدد خبراء تنمية وتقنية وقانون ضوابط يجب الالتزام بها عند التوجه للعمل عن بعد تشمل الموظفين وأرباب العمل وتضمن سير العمل في الشركات بكفاءة عالية ترافقاً مع رفع إنتاجية الموظف.

وأكد خبير قطاع التنمية والرعاية الاجتماعية في هيئة تنمية المجتمع الدكتور حسن مسيح أن العمل عن بعد هو الأمر الطبيعي في ظل الجائحة الراهنة خاصة أننا في ظروف طارئة فرضت علينا نمطاً مختلفاً، ولكن هناك ضوابط يجب تحديدها وتساؤلات يجب إيضاحها أولها هل الموظف في «العمل عن بُعد» مستعد للعمل 24 ساعة بحجة أنه في المنزل؟ والجواب طبعاً أن هذا غير صحيح والمطلوب من الموظف أولاً الالتزام بالعمل، وثانياً التواصل مع الإدارة، وثالثاً تنفيذ المهام المناطة به دون انتقاص في الوقت المحدد أو المتفق عليه مسبقاً، علماً بأن الوضع الراهن يعتمد على الفكر القيادي للمؤسسات وعلى بث روح الجماعة في الفريق.

وأضاف: «أما الشروط والضوابط المترتبة على أرباب العمل فتتمثل في احترام خصوصية الموظف خارج أوقات الدوام، ووضع آلية للتعامل متفق عليها بين أطراف العمل».

ومن جهته، أشار خبير تقنية المعلومات عبدالنور سامي إلى 8 ضوابط تحدد العلاقة بين طرفي المعادلة (الموظف وأرباب العمل) في العمل عن بعد هي أولاً: أن يخير الموظف إما العمل حسب أوقات العمل السابقة قبل الأزمة أو يعمل حسب المهام وعند التوجه للعمل وفق المهام يجب تحديد موعد لتسليم تلك المهام لكي يكون الموظف على بينة، أما ثانياً: فلا يصح تكليف الموظف بمهام إضافية دون موافقته أو دون أن يتقاضى أجراً إضافياً.

في حين يأتي ثالث الضوابط في عدم تعيين المهام للموظف بشكل عشوائي وألّا يكلف بمهام كثيرة في وقت واحد بل يجب الرجوع إلى تحديد المهلة والوقت الذي يحتاجه كي لا تتكدس المهام فوق طاقة الموظف ما سيؤثر سلباً على أداء الموظف، ويخلق فجوات زمنية كبيرة بسبب حاجة الموظف للراحة بسبب ضغط العمل بشكل أكبر من السابق.

يأتي رابع الضوابط بتحديد ساعات العمل، إذ سعت العديد من الشركات الحفاظ على سير العمل كما هو قبل الأزمة ما ضاعف العمل على الموظف بدون دفع أجر إضافي، وهذا أمر غير أخلاقي ولا يصب في مصلحة العمل ويؤثر على إنتاجية الموظف، خاصة أن الموظف بدأ يعمل فوق طاقته وبدل العمل 8 ساعات بدأ يعمل 12 ساعة وأكثر دون أن يشعر.

وأوضح عبدالنور سامي أن خامس الضوابط يكمن في ضرورة مراعاة خصوصية العمل في المنزل، خاصة أن الأبناء يحيطون بالأب أو الأم ولا يصح الاتصال في أوقات متأخرة أو مبكرة جداً ولا يصح الاتصال بشكل عشوائي دون إعلام مسبق، وهنا يفضل إعلام الموظف عبر تحديد مواعيد للاتصال ومن ثم إرسال رسائل نصية مسبقاً.

أما سادساً: فيجب اختيار وسائل تواصل مريحة منها منصات العمل المشتركة، والعديد من الجهات لم تتبنَّها ويستعملون واتساب فقط، ومن الممكن استعمال تطبيقات مختلفة كتطبيق التلغرام مثلاً.

فيما يأتي سابع الضوابط في ضرورة الانتباه لسوء التواصل عند الكتابة وعدم أخذ المحادثات العملية على جانب شخصي أبداً، أما ثامناً فهو اعتماد آلية خاصة بالعمل الجماعي بدل تسليم شخص واحد المهام ما يرهق الموظف وعند توزيع المهام يجب توضيحها جداً.

وأشار الخبير التقني إلى بعض الحلول التقليدية لتسهيل العمل عن بعد على سبيل المثال غوغل درايف أو أوفيس أون لاين أو أي منصة تخزين سحابي يمكن الكتابة بشكل مشترك، وتظهر كل شخص ماذا كتب وهذ سيحافظ على سير العمل المشترك وتناوب المهام والأدوار وهذا الحل في متناول الجميع لتدارك الأزمة.

و قال إن العمل عن بعد خفض التكاليف عن الشركات وخفف الازدحام المروري وخفف الضغط عن الموظف ويمكن الاستمرار في تطبيق هذه الآلية حتى بعد انتهاء الأزمة مع الحفاظ على بروتوكولات محددة للعمل عن بعد.

من جهته، قال المستشار القانوني مراد عطعوط إن قانون العمل نظم ساعات العمل بشكل عام وينطوي تحتها ساعات العمل عن بعد، إذ نظم المشرع ساعات العمل الأساسية وكذلك ساعات العمل الإضافية، وهدف المشرع من هذا التنظيم هو المحافظة على السلامة الذهنية والنفسية والبدنية للعامل وصاحب العمل من خلال جودة المنتج الذي يقدمه العامل الملتزم بأوقات عمل تمكنه من تقديم أفضل ما لديه، وهذا مصدره التشريع الإسلامي الذي قرر في هذا الصدد (إن لبدنك عليك حقاً) وبالتالي من حق رب العمل على العامل العمل، لكن ليس من حقه إلزام العامل بالعمل أكثر من الأوقات التي حددها المشرع في قانون العمل وباقي الأنظمة المعمول بها.

 

اترك رد