كيف أصبح مدربا
المدرب – على خلاف المعلم – من أكثر المهن الرائجة في الوقت الراهن ، التدريب يختلف عن التعليم بكونه يجري في فترة زمنية قصيرة ويهدف إلى تحقيق متطلبات قد تكون كثيرة وعالية، هنالك أمور يجب عليك إدراكها قبل أن تفكر في أن تصبح مدربا، وبعد أن تصبح مدربا.
قبل الدخول إلى عالم التدريب اسأل نفسك: ماهو المجال الذي تبرع فيه ؟ هل لديك واحد ؟ إذا كان الجواب لا، فلست مؤهلا لأن تصبح مدربا بعد، أن تقوم بتدريب الآخرين يتطلب منك أن تكون ذا كفاءة عالية في مجالك ، وإلا كيف لك أن تقوم بنقل المعرفة للآخرين ؟ في قاموس التدريب تعلمت شيئا واحدا .. في مجالك.. من العيب أن تقول ” لا أعلم ”
هل تفعل هذا من أجل المال ؟ : المال ركيزة أساسية، ولكن هل غايتك الأساسية هي المال أم أنك تريد نقل معرفتك بشكل فعلي، إذا كان المال فقط فلا أظن أنك ستقدم أفضل مالديك.
ماهو التخصص الذي تريد أن تدرب فيه ؟ : التخصص مهم جدا لكي تكون مدربا محترفا، كثرة التخصصات ستقوم بتشتيتك فقط ، وما أكثر المدربين الذين يقدمون من كل بستان زهرة ، هل هم في درجة عالية من الاحترافية ؟ لا ، هل هم في درجة عالية من العطاء العلمي ؟ لا وألف لا ، القرار لك .. إذا أردت أن تكون شخصا مؤثرا فعالا أم محرد مدرب عشوائي آخر
قم بإعداد المواد التعليمية: حسنا .. الآن ماذا تريد أن تدرب الآخرين ؟ قم بإعداد هذه المواد بجزئيتين : العرض التقديمي ( power point ) لاستخدامك في الشرح ، وكتيب المتعلم ، توجد الآن بعض الجهات التي تقوم ببيع الحقائب التدريبية الجاهزة، أنا أقوم بكتابتها بالاعتماد على نفسي ، ولامانع أحيانا من الاستعانة بمصممين لتنسيق العرض ولكن أرجوك لا تكن سارقا للمحتوى .
قم بتسجيل دورتك في حقوق الملكية الفكرية : يوجد العديد من المدربين يقومون بسرقة المحتوى وإعادة تدريبه ! كما وتوجد مراكز تدريبية بدورها تقوم بسرقة المحتوى من المدربين الذين يقومون بالتدريب لديهم ويقدمون هذه المحتويات لمدربين ذوي أجر أقل لزيادة الهامش الربحي ! ، في دولة الإمارات يمكنكم تسجيل حقوق الملكية الفكرية لدى وزارة الاقتصاد، يمكن ذلك من خلال الخدمة ” أونلاين” والتي أصبحت مؤخرا لا تتطلب الحضور كما كان الأمر متعبا جدا سابقا لتسليم فلاشات واعادة تسليمها وووو ، كما وأنصح بالاحتفاظ بأي مراسلات في عملية تسجيل حقوق الملكية الفكرية.
تدرب على التدريب : بلاشك أغلبكم سمع عن دبلوم تدريب المدربين أو دورة تدريب المدربين ، عن الدورة تقوم بتأهيل المدرب على التدريب من عدة نواحي وسأتحدث عن بعض النقاط المهمة لتكون مدربا ناجحا .
اختيار معهد التدريب: لا تقم بحضور دورات فقط لأنها رخيصة أو لأنها تحمل امتيازات مثل .. عضوية كذا وكذا و من الدولة كذا وكذا ، هذه ليست كافية أبدا في مجال التدريب، اسأل عن المركز .. كم مدربا تخرج من هناك ؟ وماهو أداءهم؟ ومن هو مدرب هذه الدورة تحديدا .. ؟ ابحث عنه .. هل هو مدرب جيد ؟ إن لم يكن مدربا جيدا فكيف أسمح لنفسي بحضور دورة تدريبية لديه ! قمت بالحصول على اعتمادي كمدرب بالالتحاق بدورة تدريب المدربين بألفا البريطانية للتدريب ولديها عدد هائل من الخريجين العرب كما وهي تعد الجهة الأولى المعتمدة من بيرسون، كان قد نصحني فيها صديق قام بتقديم أكثر من ألف ( 1000 ) دورة تدريبية وبالفعل كان اختياره صحيحا نظرا للكم الوفير من النظريات العلمية النظرية والتطبيقية في الدورة، ربما سأدرب المدربين أنا أيضا يوما ما ومن يدري ؟
فن ومهارة الإلقاء : توجد مهارات عديدة لتكوين مدرب ناجح هذه من أهمها ، وقد تلاحظون الفرق عند حضور الدورات أو الندوات ، صاحب هذه المهارة العالية يلفت انتباه الحضور بغض النظر عن أهمية ومتانة أقواله وهذا الفن تتفرع منه عدة مهارات.
لغة الجسد: استخدامك للغة جسدك بعناية سيعزز من ارتباط المتدربين وربما يبسط بعض المفاهيم والشروحات عند استخدامها بالشكل الصحيح
الصوت: نعم .. الصوت ، هو الذي يقوم بإيصال ذلك الشعور عندما تكونون في محاضرات .. وتشعرون بالضجر .. وأحيانا بالطاقة الهائلة والحماس الملتهب .. كلها تعود إلى عامل الصوت ، قمت بالالتحاق بدورة تطوير الصوت في أكادمية فوكس للإعلام، وهي أكادمية رائدة قامت بتخريج العديد من الإعلاميين والصحفيين والمعلقين الصوتيين .
تحديد الاحتياجات التدريبية: حسنا أنت تدرب دورة ما .. ولكن يجب عليك أن تعرف ماهي احتياجات السوق وتقوم بصياغة دورتك خصيصا لهذه الاحتياجات
التسويق : تعلم كيف تسوق لنفسك .. الطريقة الأفضل الآن هي وسائل التواصل الإجتماعي ، يجب عليك التعريف بنفسك .. أنا لا أقول بذلك ، لكن هذا الأمر مهم هذه الأيام ، ولكن في كل الأحوال أنت بحاجة إلى التعاقد مع مركز أو معهد تدريبي لتقوم بالتدريب لذلك ربما لاتحتاج للتسويق فعلا
صياغة السيرة الذاتية: سيرة المدرب تختلف عن سيرة الموظف، يجب عليك أن تصيغ سيرتك بشرح نفسك من المنظور التدريبي ، وأن تعرض دوراتك التي قدمتها وأسماء المعاهد التي تعاونت معها وعناوين الدورات التي تقدمها وكم يوما تتطلب .
التعاقد مع مراكز تدريبية: لايمكنك التدريب بشكل مباشر مع جهات عديدة .. إلا في حالات نادرة مثل الجهات ذات النفع العام والتي تكون مجانية ، فالجهات الرسمية بحاجة إلى شهادات للمتدربين وهنا يأتي دور المركز أو المعهد المرخص
اختر المركز التدريبي بعناية فائقة جدا … وسأخبرك لماذا :
سمعة المركز مهمة: هنالك مراكز ذات سمعة جيدة ربما كمبتدأ لن يحالفك الحظ معهم ، لذلك ستضطر إلى المراكز المتوسطة الصيت، أما المتدنية الصيت فلا مانع من التعاون معهم كذلك ولكن لا تتوقع الكثير، الأهم هو السمعة الحسنة.
قم بعمل عقد: احذر من التعامل مع المراكز مهما كانت مسمياتها بدون عقد ، العقد شريعة المتعاقدين ولايوجد ما يضمن حقك كمدرب سواءا من ناحية حقوق الملكية الفكرية أو من ناحية أجرك المستحق إلا هذا العقد، ولاتغرك المسميات .. كالأكادمية الدولية … أو الوطنية .. أو العالمية .. أو المركز الدولي .. الوطني.. العالمي .. الإقليمي .. أيا كانت المسميات فهي غير مهمة، قمت بالتعاون مع احدى المراكز بنية حسنة ووعدونا بالدفع بعد انتهاء الدورة بشكل فوري، ومرت 3 أشهر حتى الآن ولا يوجد رد منهم ! حتى أن الشخص المعني ” مدير المركز ” قام بحظري من هاتفه ! لذلك احذر عزيزي المدرب.
الرياضة : التدريب والوقوف لساعات والتحدث باستمرار قد يكون متعبا ، لذلك شتى أنواع الرياضة ستكون عاملا محفزا لهذا الدور .
التأمل والاسترخاء: من أحد أهم الجوانب التي يجب توافرها في المدرب ليكون قادرا على التعامل مع شتى الحالات التي تصادفه ، ولكي لا يأثر الموضوع على تسلسل أفكاره
التغذية: الصحية بالطبع، فلها تأثير بلا شك هي الأخرى على التركيز والطاقة التي يحتاجها المدرب فكريا وجسديا ، الخروج من المنزل دون تناول وجبة الإفطار خطأ فادح
اسأل السابقين: لا تخجل من سؤال المدربين الآخرين عن شيء تجهله .. فنحن نتعلم بشكل يومي فنحتاج إلى المواكبة والمشاركة
وفي الختام لكل منا غايته ومسيرته وكل امرؤ ميسر لما خلق له أتمنى للجميع مسيرة تعليمية وتدريبية موفقة ، شاركني برأيك في التعليقات .. :
هل أنت مدرب ؟ حدثني عن نفسك
هل ترغب بأن تصبح مدربا ؟ مالذي يمنعك
هل أنت متدرب ؟ مالذي يعجبك في المدربين ومالذي لا يعجبك !
Comments
بالتوفيق يا مبدع!
ولك.