الاحتيال الإلكتروني وجه مظلم لكورونا
في الأزمات تتجلى معادن البشر، هذه قاعدة أكيدة؛ لكن النوائب كما تُظهر ما قد يكون ذهباً، كذلك تكشف عمّا هو صدئ، لا قيمة له، وفيها تتجلى الحقائق، وتنكشف أكاذيب المخادعين، تحديداً، الذين يلجأون إلى تبديل وتغيير مخططاتهم وأساليبهم؛ لمجاراة ما يرافق معطيات الأزمة هذه أو تلك، وهنا يكمن بيت القصيد.
فمع نائبة «كورونا»، وما رافقها من تدابير احترازية ووقائية، وتوجيهات للجميع بالتزام بيوتهم؛ خشية الإصابة بالفيروس، مع تقليص رواتب البعض في ضوء توقف عجلة الإنتاج نسبياً خلال الفترة الماضية؛ لجأ محتالون إلى ابتداع أساليب مختلفة للاحتيال؛ للحصول على المال، والاستيلاء عليه بطرق ملتوية، ممن تسقطهم الغفلة، من دون تفكير أو تدبر في فخ تصديق البشارات الزائفة التي يسوقها هؤلاء، آملين نيل ما يلوحون به كذباً.
وفي التحقيق الآتي، نستعرض بعض صور الاحتيال، مع بيان الدور الواجب على الجهات كافة القيام به؛ للتصدي للاحتيال، ومواجهته بحسم وحزم:
الحقيقة وبشكل عام وفقاً لتوضيح يضمه مرجع موثق من عبد النور سامي مستشار أمن معلومات، وخبير تحليل وتطوير أداء الأفراد، قد يقوم البعض بانتحال هويات شخصيات مشهورة، ويتحدث الواحد منهم على أنه فلان الفلاني؛ عبر حسابه الذي قد يكون موثقاً على وسائل التواصل الاجتماعي، في حين هو من خارج منطقة الخليج، وليس لديه أي تواصل داخلها، وقد يقوم هذا الشخص أو غيره بطلب مبالغ؛ لمساعدة آخرين في حاجة كما قد يدعي، وقد يقوم بعض هؤلاء بعرض منتجات للبيع قد تكون مزيفة ومغشوشة، مستغلين حاجة البعض الماسة لشيء ما، ويحتالون بالفعل عليهم، مستغلين شدة حاجتهم، فيما قد يساعدهم البعض ممن يعملون معهم في الخفاء، بإقناع المغرر بهم، بأنهم سوف يخسرون إن رفضوا شراء هذا المنتج أو ذاك، وأنها فرصة لا تعوض.
الاحتيال والنصب الإلكتروني أضحى يشكل شبه ظاهرة تنامت مع بروز أزمة كورونا، مع استغلال المحتالين لحاجة البعض المادية، وتعدد صوره، وطرقه من إقناع، وخداع، وتفاوض، ومهارات تسويق.
ويستكمل عبد النور سامي حديثه بقوله: خدع الاحتيال تدر دخلاً على المحتالين والنصابين سواء الذين يعملون بشكل مستقل، أو ضمن عصابات منظمة، ومسار الأموال يتجه عادة لأمور غير مشروعة؛ أبسطها هو غسل الأموال، وقد تصل إلى دعم وتسليح بعض العصابات الإجرامية أو الإرهابية، والمتضرر هو الفرد أولاً وأخيراً، وقد يعيش فترة يعاني نفسياً ومادياً تبعات الخدعة، التي تفقده ثقته بنفسه، فيما الإنترنت وسيلة تسهل الوصول إلى الكثيرين، سواء بالنفع أو الضرر، وتكون طرق النصب في الإنترنت عبر البريد الإلكتروني، أو المواقع التي تظهر فجأة أثناء التصفح، أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثل: «إنستجرام» و«فيسبوك»، مضيفاً في مرجعه التوثيقي: لم تعد هنالك رقابة ضمير ولا أمانة بين العديد من النفوس التي لا يهمها سوى جمع المال بلا أي مبالاة، ولا اعتبار لظروف الآخرين، مبررين النصب والاحتيال بأنهما سرقة بطريقة احترافية وخبيثة، وذكية.
ومن المفترض أن تقوم الجهات الحكومية بتوعية مكثفة ضد النصب والاحتيال، بما فيها الوزارات، والجهات التعليمية، وأولياء الأمور، والشركات الخاصة أيضاً.المصدر : الخليج